في هذا اليوم هل يجدي الكتابة عن الحرية بقلم من نور ؟، هل يمكن استعادة كل البقايا المبعثرة بين السطور ؟، هل يمكن انقضاء مراحل الالم بالصبر من دون استسلام ،دون خشية من رصاصة الخوف ، مع كل انتفاضة لحلم بالحرية ،أو غد أتي من عالم الغيب لا ينكسر فيه سوي الأحلام المستكينة من الخوف ،سوي الكبرياء المهزوم من القهر،سوي أصحاب الإعاقة الذين يهوون سجن انفسهم داخل قلوبهم المستكينة والاعتصام داخل الذات بالخوف ،أن يكونوا الضحية علي ان يكونوا أبطال بالتضحية ،أن يكونوا اصحاب الصرخة ..بدلاً من سجن الحق وسط جدران الصمت ليطول الصبر عليه إلي حد الاستسلام ..أن يكون الحق صوت مسموع حتي وإن لحقت به ضربات الفساد ..إلا ان الخوف الذي يحبط الحق لا ينتصر ..لعل انتصار الحق بكون وراءه كثير من الصبر ..وهذا حقيقي ..
هذا اليوم هو استعادة الحرية بالصبر،وليس حلم انتفض وسط جدران الضعف من الخوف ..إنه إحساس بالانتصار بعد الصبر الطويل من دون استكانة أو تخاذل ..إنه اصرار الضوء علي النفاذ داخل العيون المنكسرة ، النور الذي نكبله داخلنا ..إنه في هذا اليوم استعادة لشئ لا نعرفة .. أو نعرفه ولكن لا ندركه ..نخاف بداخلنا من الحديث عنه ..الحرية.
أيـــــــــمـــــــــــــــــــن نور بعد الافراج عنه اليوم بعد أربع سنوات من الصبر ..بعد كل هذا العذاب الطويل من الظلم حتي مع كتاباته الساخطة من الألم أو من المرض أحيانا أخري أو كاشفة أوراق الفساد والنظام ايضاً..بأن يعلمك كسر القيود المستحيلة ..وان القيود مهما كانت قوية يمكن كسرها والنفاذ إلي كل ثغرة يخرج منها الضوء ..ليكشف لنا عن أشخاص خارج حاجز القيود ولكن قيود بداخلهم ..تكبلهم ..تطوي احلامهم ..تهزمها ..وتلعنهم احلامهم ..لأنها لا تتحقق ..لأنها مقيدة داخل سجن أنفسهم ..أيمن نور يرفع راية جديدة من الحرية لم تكن الوحيدة ..ولن تكون الأخيرة ..
كتب وسط أقلام الفاسدين الذين حاولوا التشوية وتفننوا في الكتابة عن الفاسدين يحتمون بفسادهم من ضمائرهم ..إلي ان تموت الضمائر ليكتبوا بأقلام ضالة تريد أن ينفذ حبرها قبل كتابة سطورهم ..يكتبون ليُذكر التاريخ النزيف ..ليذكر أشخاص في ثياب تقطر ذلاً وقهراً..ولتشوه أيها التاريخ بأقلامهم فهم لا يكتبون من أجلك ..
هنيئاً لنا خروج أيمن نور ..هنيئاً لتلك الحرية الخائفة والخوف المكتوم ..هنيئاً سيرنا بإشعاع نورك في سرداب طويل من أجل انتصار اليوم ..حتي ولو بعد سنين من البطولة ..مثلما ذكر الرائع مصطفي أمين في سنوات سجنه لتكون دفاتر الايام شاهدة علي عصره ..تكون انت شاهداً علي هذا العصر بفساده ..وانتصار حريتك بالصبر ..ومعك نحتفل بانتصارنا ونتوقعه في اي يوم حتي ولو طال الظلام ..أو لم يكن اسمنا يحمل سوي علامات استفهام عن غد غير معلوم..