رءوف أمين محمد العربي /محمود عبد ربه ،
المعذبين في الأراضي السعودية ....
أقدم التماسي للقيم الرفيعة والأخلاق المنتهكة والحق الذي لا يعرفه أصحاب الضمائر الميتة وقساة القلوب ،أقدم التماسا بمداد الدم والعرق ،الباب الذي ينفذ منه الجحيم ويحرق كل شئ أقدم صرخة تحتبس داخلي ،أنهلوا من الألم حتى تمتوا، أنهلوا من العذاب بلا رحمة ،لا يهم أين العدل ،في النهاية نفس المصير ،الحق والعدل ليسوا علي سطح الأرض من يطلبهم ،من يعلنهم كالذي يريد أن يقول لن أكون كالشيطان الأخرس ،رغم إننا كثيراً ما نرغم علي السكوت ..أمام الباطل وليخرس الحق الذي مكانه في فضائل قد تنعدم يوما من الدنيا ،الصابرين والضعفاء في هذه الدنيا مكانهم في مكان منزوي من العالم ،حتى صراحتهم المكتومة لا يحق لها ان تطالب بالإعلان عن نفسها ،أمام القسوة والضمير الذي يسير بالقرب من الضلال ،والمال الذي يغري بالرحيل ..الآن من الممكن أن يكون بلا عودة ، أقدم صرخاتي علي كل صرخة عذاب احتبستوها ولم يصعد من شفاهكم إلا الدعاء ،أقدم التماسي إلي الأهه التي صعدت أمام العالم لتعلن المأساة ،مأساة الاحتياج الذي يفضي إلي الهلاك ،والخير والعمل الشريف النبيل الذي يورد إلي الجلد بسوط من نار ،،إليكم دموع لا تعلمون بانهمارها ولا تدركون قسوتها علينا ولكن ليدركها العالم إننا لسنا ضعفاء إلي هذه الدرجة، لقد علمتمونا ..ابقوا في حضن الوطن حتى ولو ضاق الرزق إلي ما لا نهاية فمشقة الرزق مهما كانت مضنية إلا إنها لا تؤدي في النهاية إلي جلد بلا ذنب إلا الإخلاص ، أقدم التماس قد لا تقرأوه ،ولكن هل يصل دعاؤنا إليكما ،هل تسمعوه أم إن صوت الألم علي أحسادكم أقوي ،أم أن سوط الرحمة غاب من الدنيا ومن الوطن ومن الحياة ،لم يعد أمامنا إلا الاغتراب في الدنيا ،أن نعيش بلا مكان ..بلا وطن ،أن لا ننتظر علي جليل أعمالنا وتفانينا إلا العقاب أو الحساب ،حتى وطنكم يصرخ فيه من تبقي من أحباكم من أجلكم بلا صدي ليصبح الوطن مكان لترديد كلمة بلادي.. بلادي ،امتصي دمي وفؤادي وإن غبت فلا تسألي عني ،حتى وإن كنت علي أرضك أعاني ...
أدعوا لهما واصرخوا ..قد تصلهما الآهات ...ابكوا فقد تكن دموعكم هي الدموع الرحيمة في هذه المأساة ...مأساة الادعاء الكاذب الذي أفضي إلي العذاب ...بالجلد في زمن الرفق بالحيوان !!!......